لن أُسَلِم أمريَ للنسيان بسهولة ...

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
14/01/2010 06:00 AM
GMT



كيف يحذف من الفراغ شيء ما ،،
الذاكرة لها توابع
بعضها ملحق بأماكن مجهولة
وبعضها غاب في غير أماكن
إذ تظل هوة ما
بين وجودها الحي
وفراغها الذي لايُسلم أمره بسهولة ،
هناك كثافة ما ..
ورثتها عن أدلاء ناصحين
وحكايا رويتها لنفسي
فيها من ظل يقهقه مع أضداده
وفيها من تذكر على الورق ما بنى
وفيها من حفظ له تفاصيله
أمسُه البعيد ،،،
لإعادة ملء الفراغ...
هنالك جدوى
 في الوقوف تحت شجيرات البتاوين
وجدوى
 في المرور بحديقة غازي
ومصافحة جواد سليم وفائق حسن 
يقينا لم يتغير الجسر ،
لم يتغير (شريف وحداد )
لم تتغير (دور الموظفين)
من السخرية الآن
 أن أضع تعويذة لنفسيَ
وأعالج نسيانها
لينحت البطء بي
لينحت ...
علامات أخرى للتعبير
لينحتَ
ما تبقى لي في ساحة بيروت
قد يكون وعييّ الآتي
قد أتلفَ لي ظلا هناك
وجعل واقعيتي تحجر وهمي
ربما دون رفيف تحوم أجنحة خيالي
ربما حاذقون بغيابي من نسوني
هنالك جدوى
في حضور الليل
 تتبع ضوء البحر
تنفس رائحة السمك وطعم الماء
في البكاء
لم تتغير تلك (العين ) الواسعة
تلك (الراء ) الفاتنة
تلك (الألف ) المعبودة
تلك (القاف ) القمرية
الذاكرة لها توابع
لتنحت ما تشاء بي
لن يلحقني الغيابُ بأماكن مجهولة
وعن نسيان بغداد
لن أسلم أمريَ بسهولة
 
annmola@yahoo.com